أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

السبت 17 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 15 أكتوبر 2011 13:04

- شرح كتاب الذّكر (23) تعاهُدُ كلمة التّوحيد، وثِقلُها عند ربّ العبيد

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحديث العاشر:

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهَا )).

[رواه أبو يعلى بإسناد جيّد قويّ].

شرح الحديث:

قال المناوي رحمه الله:" أي: أكثروا النّطق بها على مطابقة القلب، قبل أن يحال بينكم وبينها بالموت فلا تستطيعون الإتيان بها، وما للعمر إذا ذهب مسترجع، ولا للوقت إذا ضاع مستدرك ".

فيُوصِي النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم المؤمنين بالإكثار من الذّكر عموماً، وبقول "لا إله إلاّ الله" خصوصا؛ وذلك لسببين:

الأوّل: أنّها أعظم ما يُدّخر للآخرة، فكما يدّخر أهل الدّنيا الأموال لنوائب الدّهر فادّخروا (لا إله إلاّ الله) لليوم الآخر؛ فإنّها أنفع ما يُملك.

الثّاني: أنّ من اعتاد على شيء سهُل عليه ومات عليه، حتّى إذا جاءت سكرة الموت بالحقّ سهل على اللّسان التلفّظ بها، وفي الحديث الّذي رواه أبو داود وأحمد عن معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" دَخَلَ الجَنَّةَ )).

ولا بدّ من تعاهد هذه الكلمة؛ لأنّها شجرة طيّبة، والشّجرة إن لم يتعاهدْها العبدُ بالرّعاية والسّقيا ماتت حتّى تُجتَثَّ أصولُها من فوق الأرض، قال ابن القيّم رحمه الله في "أمثال القرآن":

" (فصل) ومنها قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)} [إبراهيم].

فشبّه سبحانه الكلمةَ الطيّبة بالشّجرة الطيّبة، لأنّ الكلمة الطيّبة تُثمِر العمل الصّالح، والشّجرة الطيّبة تثمر الثّمر النّافع ...

عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} قول: ( لا إله إلاّ الله ) في قلب المؤمن، {وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}: يُرفعُ بها عملُ المؤمن إلى السّماء .. فإنّه سبحانه شبّه شجرة التّوحيد في القلب بالشّجرة الطيّبة الثّابتة الأصل، الباسقة الفرع في السّماء علوّا، الّتي لا تزال تؤتي ثمرتها كلّ حين.

وإذا تأمّلت هذا التّشبيه، رأيته مطابقا لشجرة التّوحيد الثّابتة الرّاسخة في القلب، الّتي فروعها من الأعمال الصالحة صاعدة إلى السّماء.

ولا تزال هذه الشّجرة تُثمِر الأعمالَ الصّالحة كلّ وقتٍ بحسَبِ ثباتها في القلب، ومحبّة القلب لها، وإخلاصه فيها، ومعرفته بحقيقتها، وقيامه بحقّها، ومراعاتها حقّ رعايتها .. وقال عطية العوفي: ذلك مثل المؤمن، لا يزال يخرج منه كلام طيّب وعمل صالح يصعد إلى الله .."

حتّى قال وهو يعدّد أوجه الشّبه بين الشّجرة وكلمة التّوحيد:

"ومنها: أنّ الشّجرة لا تبقى حيّة إلاّ بمادّة تسقيها وتنمّيها، فإذا انقطع عنها السّقي، أوشك أن تيبَس، فهكذا شجرة الإسلام في القلب، إن لم يتعاهدها صاحبُها بسقيِها كلّ وقت بالعمل النّافع والعمل الصّالِح، والعود بالتذكّر على التفكّر، والتفكّر على التذكّر، وإلاّ أوشك أن تيْبَسَ.

وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ الإِيمَانَ يَخْلُقُ فِي القَلْبِ كَمَا يَخْلُقُ الثَّوْبُ، فَجَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ )).

ومنها: أنّ الغرس والزّرع النّافع قد أجرى الله سبحانه العادة أنّه لا بدّ أن يخالِطَه دغلٌ ونبت غريب ليس من جنسه، فإن تعاهده ربّه ونقّاه وقلّمه كمل الغرس والزّرع واستوى، وتَمّ نباتُه، وكان أوفرَ لثمرته، وأطيبَ وأزكَى، وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزّرع، ويكون الحكم له ..

فالمؤمن دائمٌ سعيُه في شيئين: سقي هذه الشّجرة، وتنقية ما حولها: فبسقْيِها تبقى وتدوم، وبتنقية ما حولها تكمل وتتمّ. والله المستعان، وعليه التّكلان.

فهذا بعض ما تضمّنه هذا المثل العظيم الجليل من الأسرار والحكم، ولعلّها قطرة من بحر .." اهـ كلامه رحمه الله.

الحديث الحادي عشر:

عنْ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ اِبْنَهُ ؟))

قالُوا: بَلَى. قال:

(( أَوْصَى نُوحٌ عليه السّلام ابْنَهُ، فَقَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ ! إِنِّي أُوصِيكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، أُوصِيكَ بِقَوْلِ: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ " فَإِنَّهَا لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ كَانَتْ حَلْقَةً لَقَصَمَتْهُنَّ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى اللهِ ..)) فذكر الحديث.

[رواه البزّار، ورواته محتجّ بهم في "الصّحيح"، إلاّ ابن إسحاق].

- شرح الحديث:

في هذا الحديث فوائد:

الأولى: فيه بيان ثقل كلمة (لا إله إلاّ الله) في الميزان، حتّى إنّها تثقل على السّموات وما فيها من كواكب وأجرام وشهب، والأرض وما فيها من جبال وبحار وغير ذلك.

الثّانية: فيه ذمّ لمن وقع في حبائل الشّرك بالله، حيث إنّه لم يعرف لهذه الكلمة حقّها، ويراعي فضلها، حتّى نقضَ ما هو أثقلُ من السّماوات والأرض !

الثّالثة: فيه بيانٌ لحرص الأنبياء والمرسلين على تذكير النّاس بتوحيد الله تعالى، وذلك من المهد إلى اللّحد.

ويدلّ على ذلك قوله عزّ وجلّ:{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة:132]، وقال:{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:133]..

وروى البخاري ومسلم أنّ عائشةَ وعَبدَ اللهِ بن عبّاسٍ رضي الله عنهما قالا:" لَمَّا نَزَلَ بِرسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فقالَ - وَهُوَ كَذَلِكَ -: (( لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ )) يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا..

الرّابعة: كما أفاد الحديث ثقل (لا إله إلاّ الله) فقد بيّن أيضا قوّتها، وذلك من قوله:" ولو كانت حلْقة لقصمتهُنَّ " فلا شيءَ أكبرُ ولا أقوى من هذه الكلمة، ولذلك كان تحقيقها من أعظم أسباب النّصر، قال تعالى:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً} [آل عمران: من الآية151]، وقال عن إبراهيم عليه السّلام:{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)} [الأنعام].

الحديث الثّاني عشر:

وهو في النّسائي عن صالح بن سعيد، رفعه إلى سليمان بن يسار، إلى رجل من الأنصار لم يسمّه.

الحديث الثّالث عشر:

ورواه الحاكم عن عبد الله، وقال: " صحيح الإسناد "، ولفظه قال:

(( وَآمُرُكُمَا بِـ(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) فِي الكِفَّةِ الأُخْرَى، كَانَتْ أَرْجَحَ مِنْهُمَا، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا كَانَتْ حَلْقَةً فَوُضِعَتْ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) عَلَيْهِمَا لَقَصَمَتْهُمَا، وَآمُرُكُمَا بِـ(سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) فَإِنَّهَا صَلاَةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ )).

- شرح الحديث:

- قوله:" عن عبد الله ": قال الشّيخ الألبانيّ رحمه الله: " هو ابن عمرو بن العاص، ولقد كان على المصنّف أن يبيّنه حتّى لا يشتبه بالّذي قبله، فهما حديثان، ولذلك فصلت بينهما برقمين مختلفين ... ".

- قوله: ( وَآمُرُكُمَا ): هذا اللّفظ يقتضي أنّ وصيّته كان لولدين من أولاده.

وقد حمله بعض العلماء على اثنين من ثلاثة أولاد عاشوا معه اعتمادا على ما رواه التّرمذي عنْ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( سَامٌ أَبُو الْعَرَبِ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ، وَحَامٌ أَبُو الْحَبَشِ )). وهو حديث ضعيف لا يصحّ.

والله أعلم.

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.